في حضرة صوت نانسي عجرم… AUB تُراكم الأمل وتحتفي بمستقبل أفضل

بقلم زلفا عسّاف

في حرم الجامعة الأميركية في بيروت،  فسحة العِلم الراقي، تلك التي اعتادت أن تحتضن الفكر والنقاش، حلّ فيها الفن ضيفًا هادفاً، مُقدّماً للطلبة من أصحاب الطموح والتفوّق، فرصة مبتكرة لمستقبل مُشرق. إنه تقليد سنوي اطلقته الجامعة بمبادرة تُساهم فيها بإضاءة شُعلة العلم وإنارته أمام الطلاّب المُتفوقين.


وفي هذا السياق، تقوم السيدة سلمى ضناوي عويضه،
نائب الرئيس المُشارك للإنماء و شؤون الخريجين والمناسبات الجامعيّة في الجامعة الأميركيّة في بيروت، بجهود جبّارة لتعزيز وإنجاح هذه المبادرة الهادفة، وذلك، إلى جانب العديد من المبادرات الجامعيّة الأخرى الرامية الى توفير فرص داعمة لمستقبل أفضل.

وفي أجواء اتسمت بالتحضيرات المميّزة والمتُتقنة بأدق تفاصيلها، أطلّت النجمة نانسي عجرم، لتغني للحبّ  للفرح، للحياة كما يجب أن تكون، وللحلم بمستقبل أفضل، ينهض بالأمل رغم كلّ الظروف التي مرّ بها لبنان ولا زال من تحدّيات.

قدّمت للحفل السيدة سلمى ضناوي عويضه التي لم تكن مجرّد مُضيفة للحدث، بل حجر الأساس فيه. سنوات من العمل في جمع التبرعات وتوسيع دائرة الأمل داخل الجامعة، اختزلتها في لحظات من الوقوف الصادق على المنصّة، وهي تشارك جمهور الحفل رسالتها بمعنى ان كل تذكرة، كل مقعد، كل تصفيقة، تسهم في صناعة مُستقبل طالب يحتاج فرصة.

نانسي القوية الأثر، وقفت على المسرح، وأطلقت الأمسية بأغنيتها المصريّة الجديدة “ورانا إيه؟”، وكأنها كانت تختبر نبض الأرض، وتقول بلحنٍ مُبتسم: ليس لدينا إلا أن نُكمل.


ثم تتابعت الأغاني، من “أخاصمك آه” إلى “لون عيونك غرامي”، “يا طبطب يا دلع”، “حُبك سفاح”، و”شخبط شخابيط”… فلم تكن مجرّد قائمة من الأغاني، بل خطّاً سرديًا محبوكًا بحسّ تلقائي، كما لو أنّها تحيك خيوط ذاكرة مشتركة بين صوتها وقلوب الحاضرين. لا حواجز. لا استعراض. فقط فن، يخرج من القلب ليذهب إلى حيث يجب.
لم تكن المسألة غنائيّة فحسب. كانت أمسية من نوع آخر. أمسية تقول إن الجامعة لا تحتضن فقط العقول، بل القلوب أيضًا. وإن المؤسّسة الأكاديميّة، حين تفتح أبوابها للفن، فإنها تفعل ذلك لا لتستعرض، بل لتدعم. فالحفل لم يكن تجاريًا، بل مبادرة خيّريّة من الجامعة الأميركيّة لجمع التبرعات لصندوق المنح الطلابية، حتى لا يُحرم طالبٌ من حلمه بسبب عثرة مالية.

وفي لحظة مؤثّرة بداية الحفل، توقفت نانسي عن الغناء لتُعبّر بأسلوبها العفوي بمعنى أن لبنان بحاجة للفرح رغم الظروف، وبأن الطلبة هم المستقبل المُستحق، وبأن هناك من لا يزال يُراهن على الغد.

ولأنها أولى حفلاتها في لبنان هذا الصيف، بدا اختيار الجامعة الأميركيّة تحديدًا رمزًا ثقيلًا بالمعنى: كأن نانسي تبدأ موسمها من نقطة الوعي، من داخل حرم يؤمن بأن الفن يمكن أن يكون شريكًا في التغيير، وأن الأغنية يمكن أن تفتح أبواب الجامعة لأبنائها كما تفتح القلوب.

غنت نانسي… نعم. لكن الحفل لم يكن صوتها فقط. كان صوت الحاضرين وتفاعلهم، صوت الطلاب الذين من أجلهم أقيم الحفل، وصوت الجامعة وكأنه يقول: “نعم. نحن نؤمن بكم”.
وختاماً، في زمنٍ مكسور كزمننا، ربما يكون هذا الإيمان أعظم أشكال الفن.