السرطان والعدالة المفقودة: من يملك الحق في الحياة؟

بقلم ليندا حمّورة

لطالما أرّقني هذا السؤال: لماذا يحصد السرطان أرواح الفقراء أكثر مما يفعل بالأغنياء؟ أهو مرضٌ أم قدرٌ موزّع بميزان الظلم؟ وهل للمرض هوية أو انتماء، أم أنه يستشري حيث يضعف الجسد وتخذل الحياة أصحابها؟

لكن الحقيقة الأكثر مرارة ليست في المرض ذاته، بل في عالمٍ صار فيه العلاج تجارة، والدواء سوقًا لمن يملك، بينما يبقى الفقير رهينة لرحمة القدر وأهواء المتلاعبين. كيف يمكن لإنسان أن يعبث بصحة أخيه، أن يزوّر دواءً يعرف أنه حياة معلّقة، أن يبيع الوهم لمن يتشبث ببصيص أمل؟

ومع ذلك، فإن أخطر ما قد يواجهه مريض السرطان ليس المرض ذاته، بل الخوف والاستسلام. فالإرادة تصنع المعجزات، تمامًا كما يشق النهر طريقه في الصخر، وكما تزهر الأشجار بعد قسوة الشتاء. المرض ليس نهاية الطريق، بل اختبارٌ لصبر الإنسان وإيمانه بقدرته على الوقوف، فكم من جسدٍ أرهقه المرض، لكن روحه هزمته؟ وكم من ثري امتلك أغلى العلاجات، لكن فقدانه للأمل كان أسرع من كل دواء؟

إن السرطان ليس مجرد خلية متمرّدة، بل معركة تحتاج إلى سلاح أقوى من الدواء… تحتاج إلى روح لا تنكسر، وعزيمة لا تلين. فلا تجعلوا المرض وحشًا مفترسًا، ولا تمنحوه حجمه باليأس، فالإنسان لم يُخلق ليهزم، بل ليقاوم حتى آخر نفس.